الخميس، 18 سبتمبر 2014

الوزير "النزيه" يبارك ذبح الجنود على قارعة الطريق بدون معركة..
"إن لهذا قصاصاً ولو بعد حين"..


هذا الرجل (حسن شرف الدين) هو أحد ضباط الكتيبة المدنية للميليشيا المسلحة بدرجة "وزير"، طريقة فهمه للنزاهة أنها صورة لشخصه وهو يقود دراجة هوائية ذاهباً وقافلاً من مقر عمله، أو مجرد كتابة منشور في الفيسبوك يبلغ فيه أنه أعاد فائض بدل سفر ورفض كذا وكذا.
وها هو في موقف هو الأبعد ما يكون عن النزاهة والقيم الانسانية يبارك قتل جندي كان يوماً يقف لحراسته هنا أو هناك.. 
ها هو يجسد نزاهته مجدداً بمباركة ذبح الجنود على قارعة الطريق بدون معركة.. نجل الشهيد "المغدور" يبارك سفك دماء الجنود الذين قتلوا غدرا. 
ومع ذلك كان للرجل أمنيات رحيمة تجسد "الانسانية"..
أمانٍ تنم عن حالة تشفٍ بشعة ومريعة للغاية..
استعلاء لا ينسجم والسوية الانسانية، ولا علاقة له بأبسط أساسيات النزاهة..
نعم.. 
هذا الوزير الذي استقال من الحكومة قبل قرابة عام، لفسادها.. 
بإمكانكم التندر على شيء آخر أكثر ظرافة، عندما تعلموا أن من اسباب استقالة الوزير أيضاً اتهامه للحكومة بالتحضير لحرب سابعة في صعدة.. 
ربما كان الرجل يقصد أنه يريد أن يتفرغ لتلك الحرب التي ندرك جميعاً من كان يحضر لها، وإلى اليوم.. أما الحكومة فلم تستطع الدفاع عن شرفها في عمران، وحتى الآن في صنعاء، فكيف كانت تحضر لحرب سابعة في صعدة.. لغز يدرك إجابته الوزير والراسخون في العلم في جماعته الطائفية المسلحة.
بمنطق الوزير المستقيل، فإن مقتضى التبرير باظهار كل الجرائم الارهابية التي تقوم بها ميليشات الحوثي، على انها دفاع عن النفس مع انهم يستبيحون المدن والقرى بكل ما فيها من نساء وأطفال وجنود وعابري سبيل، يقرن الجندي بقوى النفوذ ويؤكد أنه كان ذاهبا إلى قرية القابل لتنفيذ اعتداءات وارتكاب جرائم ضد أهاليهم (أهالي الجنود)، لكأن جماعة الحوثي وصلت هناك في مهمة إغاثية وليس في مهمتها المألوفة القتل والتفجير.. 
نعلم جميعاً أن الجنود ومنذ انفجار الوضع في همدان في مارس، ما كانوا يخرجون لمواجهة جماعة الحوثي، ولم يحدث ان استباحوا يوماً قرية او مدينة كما تفعل ميليشيا الموت واللعنة، ميليشيا الدولة المدنية.. 
كانوا يخرجون غالباً في سياق الترتيب لأي تهدئة وللحلول في مواقع المسلحين من الطرفين، وبالتالي فلا داعي للتضليل والمغالطة، فالصدق والوضوح يأتي في اولويات سلم النزاهة.
« ليته وقع في الأسر كي ينجو بحياته ويعامل معاملة الأسير ويكرم ويصان لا أن يقتل وتظل جثته وجثث زملائه ملقية على الطريق حتى ظهيرة اليوم (أمس)».
هكذا يرى الوزير الجندي في أحسن الأحوال، إما متماهياً معهم، بلا وظيفة يؤديها، أو أسيراً ذليلاً، وما دونه القتل.. 
أما بالنسبة لبقاء جثته وجثة زملائه ملقية في الطريق حتى ظهر اليوم التالي فهو يدرك لماذا.. 
يدرك أن جماعته عدوانية طائفية فاشية، لا تعرف سوى القتل، ولم تكن منظمة إغاثة اضطرت يوماً على حمل السلاح.. 
يدرك شرف الدين، لكنه لا يفصح، أنه لو كان هناك ثمة جنود أو مسعفون جاؤوا لنجدة زملائهم لكانوا سقطوا جثثاً إلى جوارهم، ولسلب كل ما بحوزتهم بعد أن تسلب أرواحهم.. 
المشكلة في الفكر العدواني الارهابي الذي يرى من ليس معنا، أو متماهياً معنا فهو عدو، داعشي تكفيري، يجب قتله.. 
اين المشكلة.. انتم من يقررون الداعشي التكفيري، وأنتم من تنفذون حكم الإعدام الهمجي.. من تقررون أنه على حق او على باطل.. 
جريمة قتل الجنود على يد هذه الجماعة الفاشية، والصمت المطبق من قبل وزارة محمد ناصر أحمد، هي التي فقط جعلتني اتفهم جانباً كبيراً من أسباب تمسك قيادة الميليشيا المسلحة بهذا الرجل وزيراً للدفاع، كشرط أساسي لنجاح المفاوضات "المهزلة" الجارية حالياً.. فهو يؤذن لتسليم الدولة قرباناً للميليشيا.. 
أذكر الوزير "المتغطرس" بقوة الميليشيا وليس بقوم السياسة والحجة، أن عجوزاً عربياً مرت يوماً على أسرى عرب من تميم وبكر، يعذبون بنزع اكتافهم على ايدي رجال سابور، فقالت:
إن لهذا قصاصاً ولو بعد حين.. 
القصاص يعني العدالة.. والعدالة فقط.. 
وليس البربرية التي تمارسها جماعة الوزير النزيه.. 
مغول الدولة المدنية..

ليست هناك تعليقات: