الخميس، 4 سبتمبر 2014

داعش بنسختها اليمنية كردة فعل على غطرسة الحوثي

هذا هو السياق الطبيعي للأحداث التي تدور حالياً.. 
تماماً وبتخفف من نظرية المؤامرات والادعاءات بذلك، وإن كانت ففي سياق المؤامرة الكبرى التي يشكل الطرف الآخر ضلعها الرئيسي.
هذه هي ردة الفعل الطبيعية على غطرسة القوة التي تمارسها جماعة الحوثي، التي اصبحت تفرض خياراتها بالقوة..
مع فارق أنها اصبحت تجيد تسويق طريقتها في العنف والقتل، وبغطاء مدني مبين..
داعش تتشكل حالياً، وستضم كثيراً من المرعوبين من تفجير منازلهم ومساجدهم ومدارسهم، القانطين من مشروع الدولة، الساخطين من الأحزاب، المشردين من مناطقهم، وأقارب ضحايا الصراع، من دماج إلى عمران إلى صنعاء إلى معبر والرضمة والجوف وحجة..
(أنا هنا أقرأ وأحلل الواقع من وجهة نظري، وفي كل الأحوال أتمنى أن أكون مخطئاً، وأن تكون قراءتي غير دقيقة).
ثمة جماعة تتحرك بأجندة طائفية لا يخطؤها لبيب، وتنكل بخصومها الذين تصفهم بالتكفيريين (كفتوى غير معلنة تمهيداً لمحاربتهم واجتثاثهم)، وتقتلهم وتفجر مساكنهم ومدارسهم ، وتسوق طريقتها في القتل بطريقة مدنية، ثم تنوح وتظهر مظلمتها من "داعش" التي لم تعرفها بعد.. 
بدأ جلال بلعيد المرقشي تسويق قداسة مهمته في ذبح الجنود، وقدمها باعتبارها مواجهة للحوثيين الذين يقتلون أهل السنة في عمران.. قمة الانتهازية، مع أنه قتل اضعافهم عشرات المرات، لأنهم جنود ودون الحاجة لمبرر كهذا.. 
الحوثي لا يكترث لحياة الناس (ناهيك عن موتهم جوعاً أو تجريعاً)، ولا يعير اهتماماً لأرواح اتباعه، لا يهمه كم يقتل، ولا كيف سيكون الوضع.. 
لديه أجندة متغطرسة منتفخة بغرور القوة، وهو ماضٍ في تنفيذها مهما كلفه ذلك من ثمن، طالما هو في مأمن من دفع كلفته على المدى القريب أو المتوسط على الاقل.
سيكون الوضع كالتالي: 
جماعة الحوثي تحكم كسلطة أمر واقع، ومقموع كل من يعارضها، وسيعارضها أولئك وأمثالهم الذين سيتداعون لجهادها رفضاً لحكم "الروافض"، سيعارضون بطريقتهم الخاصة التي تتوافق تماماً مع طريقة أولئك في الحكم والهيمنة، وحينها لن يوفروا طريقة بشعة للثأر لأهل السنة المفترى عليهم، لن يوفروا طريقة للقتل، ولن يراعوا حرمة لمدني..
وشعارهم سيكون من قبل بحكم الروافض فهو رافضي، ومن لم يقبل فعليه الانضمام الينا.. وستكون صنعاء ومدن أخرى مسرحاً لصنوف الجرائم والاغتيالات.. 
وصلنا للمسألة "الفسطاطين" الذين ذكرهما أسامة بن لادن، وترسخه الجماعات المسلحة من اتباعه وخصومه.. من ليس معنا فهو ضدنا.. 
يضرب لأتباع جماعة الحوثي الأمثال بقدرة مجاهديهم على فرض الأمن في دويلة صعدة، التي لا تأتي أولوية للقاعدة في الصراع أساساً..
كان ذلك مغرياً لأن تنفتح شهيتها وتجند لها كتيبة مدنية تروج لإنجازاتها لحكم العاصمة واليمن كلها.
حتى الآن وبقليل من العقل وبقليل من الايمان بحق الحياة، بالتعايش، بالانسانية يمكن تدارك ما قد لا يكون ممكنا تداركه بعد أسابيع، يا فتوات التحريض والعنف..
حينها سيكون باب من الفتنة والصراع الطائفي قد فتح بحماقة جماعة الحوثي بدرجة أساسية، وإغلاقه لن يكون سهلاً ولا ممكنا..
=========================
ملاحظة: 
كتبت مقالا عن هذا الموضوع في 19 يونيو 2014.. 


ليست هناك تعليقات: