الأحد، 21 سبتمبر 2014

كم هي حزينة هذا الصباح.. صنعاء في زمن ميليشيات بلا أخلاق

صنعاء حزينة هذا الصباح.
لكأن الشوارع، عند العاشرة صباحاً، شبيهة بحالها في صباح رمضان قبل بدء الدوام بين الثامنة والعاشرة، بل هي حينها أكثر حيوية..
كثير من السيارات الخاصة التي قابلتها خلال نصف ساعة، كانت تقل النساء والأطفال، وبعض امتعتها، ويبدو أنهم في حالة نزوح إما إلى منازل اقاربهم في إطار العاصمة، أو الى قراهم واريافهم.. 
ألمح السخط ممزوجاً بالغضب والخوف في عيون ارباب الاسر، أن باتت قوة طائشة تتحكم في مصيرهم، حياتهم وموتهم، نزوحهم وبقائهم، لمجرد أنها تمتلك إدوات القوة ومعها الجرأة وانعدام الانسانية والضمير وذلك كفيل باجتراح غزوات بربرية وسط الأحياء السكنية..
(اسرائيل تفعلها ضد أعدائهم الفلسطينيين)..
لكن المئات بلا أقارب ولم يعد لديهم مساكن يرممونها في القرى، استجابة لنصيحة حسن زيد قبل اشهر، وسيتعين عليهم البقاء تحت رحمة مغول العصر الجديد..
لكم الله أيها المدنيون الأبرياء.. 
حظكم أنكم عاصرتم زمن قادة ميليشيا بلا أخلاق.. 
يقولون ما لا يعملون.. 
الميليشيا التي تتمتع بقدر بسيط للغاية من القيم تنذر الناس قبل ايام إذا اضطرت على الأقل لخوض حرب في أحياء سكنية.. 
تنذرهم للنزوح، وذلك أهون صور الارهاب والوحشية والاجرام..
لكن ميليشيا الدولة المدنية لا تفعل.. 
فدماء الناس أهون من أن تفعل شيئاً لإنقاذهم أساساً، والاهم هو تعريف الناس بقوة السلطة القادمة في صنعاء، وأنها لا تكترث لشيء سوى لفرض أجندتها وهيبتها، ولو على أشلاء البشر..
نحن في عصر ميليشيات الدولة المدنية.. 
ابتسموا.. 
سنموت فقط متى تملكنا اليأس والإحباط.. 
تفاءلوا ولا تفقدوا الأمل..