الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

منظمة سودانية تغيث أبناءها..
الجـــــــــــوف .. كم نحن عنصريون..

أكبر جريمة وحشية ترتكب في هذه البلاد في المرحلة الحالية هي الحرب الأهلية الدائرة في الجوف، حيث يهدر الانسان والتاريخ والحضارة بمقامرات الميليشيات المسلحة ومجرمي الحروب.. 
أقبح تواطؤ رسمي وسياسي واعلامي وحقوقي وشعبي يمارس في هذه البلاد منذ عام 2011، يمارس بحق محافظة الجوف وأبناءها حيث تدور فيها معارك مستمرة مؤخراً، ومتقطعة من حينها، بين ميليشيا قبلية هي -بأي حال من الأحوال - واجهة مسلحة تمثل حزب الاصلاح (وإن كانت مغلفة أحياناً بغطاء الدولة)، وبين ميليشيات الحوثي.
تزامناً مع مجزرة الكرامة قتل المئات من أبناء الجوف، في معركة الاستيلاء على معسكر هناك، ونزل وسطاء من أحزاب اللقاء المشترك لوقف اطلاق النار الذي ما يكاد يهدأ حتى يعود القتال، ويقتل العشرات.
لسان حال البعض يقول هم قبائل متعودين على الحروب".. ويزيد آخرون، "يجزعوا ملح.. هم قبائل .. سرحتهم"، وآخرون يقولون "مقلع" ..
لكم أن تتصوروا أن منظمة سودانية هي الوحيدة فقط التي تنشط في محافظة الجوف بشكل جاد ومؤثر، وتعمل على اغاثة النازحين، وتقديم العون الانساني.. وهي منظمة العون الانساني والتنمية (هاد).
منظمة سودانية ايها اليمنيون العنصريون (المعنيون صمتاً طبعاً).. 
الجميع، أو لنقل الأغلبية يتعامل مع هؤلاء بعنصرية.. التجاهل أحياناً عنصرية.. 
أين ذهبت مبادرات المجتمع المدني الانتهازي القبيح تحت شعار معاً لوقف الحرب هنا وهناك.. 
كيف تنظرون إلى هؤلاء.. هل هم سحالي أم قنافذ ام أفاعي، أم وحوش أم ارانب، صيدها حلال، أم أنهم ثيران عليهم أن يتصارعوا حتى الموت..
انظروا كيف انتفضنا جميعاً واعلنا الطوارئ لأزمة حلت على مشارف صنعاء.. 
ازمة واحتقان دون الحرب، وهؤلاء يعيشون الحرب فعلياً منذ اربع سنوات، ويدخل تنظيم القاعدة على خطها أكثر من مرة في تفجيرات انتحارية.. 
عنصريون.. ومن كان لديه توصيف آخر فليصحح توصيفي.. 
لكأن قيمة الانسان الذي يعيش في صنعاء اضعاف قيمة ذلك المحروم المنكل به الذي يعيش في الجوف.. 
عنصرية فاضحة.. 
هؤلاء بشر، ومن بني الانسان، لكننا نحن الانتهازيون، غير الأسوياء.. 
الجوف محافظة منكوبة بالحروب الطائفية والعنصرية وبالنشاط المدني العنصري أيضاً.. 
منكوبة بأخلاقنا نحن التافهون.. أغلبنا (على الأقل).

ليست هناك تعليقات: