السبت، 24 يناير 2015

سقوط تحالف القبيلة و الدولة و انهيارهما معا (3 - 4)

منى صفوان
ما يحدث حاليا شرحه ابن خلدون منذ خمسة قرون حين شرح العلاقة بين العصبية والدولة، فالعصبية تدل على التنازع والفرقة والاعتداد بالأنساب، وأعاد ابن خلدون تعريفها كنظام اجتماعي، وجعل من هذا الوعي العصبوي، رابطة اجتماعية في المجتمع القبلي.

وجعل ابن خلدون من الصراع العصبي القوة المحركة للتاريخ، ونظر اليه باعتباره من طبائع العمران، وفي هذا الإطار تتشكل العلاقات على أساس المصلحة المشتركة. 

وهنا يرتبط مفهوم الدولة عند ابن خلدون بنظريته في العصبية ارتباطا عضويا، فمعنى الدولة عنده يختلف باختلاف الزاوية التي ينظر منها للعصبية الحاكمة ورجالاتها والعلاقات السائدة.

من هنا نجد ان الدولة في اليمن، سقطت منذ عقود، بتغير نمط هذه العلاقات وعصبتها، ولم تسقط الان وأصبحت الان تتشكل عصبة جديدة، بعلاقات جديدة، لدولة جديدة، ستأخذ سنوات من التشكل. 

فالدورة العصبية او الرقعة الزمانية، يحتاج لمراحل، وتدرجات، ليتشكل، بما يفهم انه الدورة التاريخية لتشكل الدولة. 

ونحن حاليا في مرحلة ما بعد انهيار الدولة وعصبتها، وبدء تشكل عصبة جديدة، "طور الظفر بالبغية ". ولما كانت الدولة المركزية قد سقطت بما يعني تقوية الاطراف، التي زحفت الى المركز، فان هذه المرحلة تعيد تشكيل العصبية الحاكمة، التي تمر الان بالمستوى الاول لتشكل الدولة وهو " طور الظفر بالبغية التي ينتزع فيها الملك من أيادي الدولة السابقة. 

ثم يأتي طور الاستبداد وبعده الفراغ والدعة، ومن بعده القنوع والمسالمة ..وأخيرا الاسراف والتبذير ، وهذا كله في المستوى الاول فقط.

والى ان نجتاز المستوى الاول،.. نحتاج الى وقفة طويلة لقراءة الوضع وتتبعه، خاصة انه سريع التغير، ومتداخل.

شكرا ابن خلدون
يتبع

ليست هناك تعليقات: