الثلاثاء، 27 يناير 2015

رأي فيما تفعله النخب



عدنان العديني
الاحزاب السياسية لم تفقد ارتباطاتها بالشارع فحسب بل وصل الامر الى عمى سياسي يجعلها غير قادرة على رؤية الشارع اليمني ومطالبه واولوياته .
في هذه اللحظة كل ما اتمنى ان يسلم للشعب شارعه بعيدا عن كل هؤلاء وان يشق شباب اليمن طريقهم نحو الوجهة التي لا يعرفها غيرهم فما يريده الشعب مختلف تماما عن اراداتهم داخل كواليس الساسة عديمو الحيلة والخيال والخيار .
شعب انهارت دولته ، مركز التضامن والترابط والانتماء الوطني وتم الدفع به الى العراء بلا غطاء سياسي ولا اطار قانوني يضبط العلاقات وفق ما تعارف عليه البشر وصار منطق اللاقانون هو القانون والتوحش والافتراس والقسر والاقصاء والاستحواذ هو الواقع المسيطر فماذا ننتظر من نتائج ان استمر الوضع ؟
حين تسقط الدولة كملتقى عام يتراجع الاحساس بالمساواة وحين تصبح السلطة قلعة تخص لابسي الاخضر فان بقية الالوان وهم الاغلبية سيكونون امام خيارات تفتيتيه و من قبل اقلية تفرض وجها جديدا للتمزيق يبدأ بانتزاع العاصمة واجهزة الحكم ومن ثم تشرع في تنمية الكراهية بين ابناء البلد الواحد الذين يتم الان اعادة فرزهم مذهبيا عرقيا مناطقيا شطريا وبشكل درامي
تمزيق يتحرك من داخل النفوس حيث لا يكون للتباعد السياسي الا اثرا للتباعد النفسي الذي نتج عن كم هائل من الاهانات المتعمدة تعرض لها ابناء اليمن في عاصمة دولتهم التي صودرت بعد طردهم خارج مؤسساتها .
مشهد الجنود من حراسه هادي وهم يغادرون حاملين امتعتهم فوق ظهورهم يحدث صدعا نفسيا واجتماعيا غائراً ليس لأنه حدث بل لأنه صار سياسية عامة شملت اخرين غيرهم من ابناء اليمن ممن تعرضوا لتهجير ليس له شبيه حتى في بلد الغربة ومازال الصبيحي محاصرا في بيته الى الان وبدون موقف وطني عريض يعيد الاعتبار لليمن دولة وشعبا فان المصير قاتم .
كل هذا الاوجاع التي تشيب لها الولدان لم توقف خطوات الساسة نحو مصير مظلم للبلد على يد طرف لا يفي بوعد... هو الشعب والدولة ولا شيء غيره
الى الان لم يسمعوا صوت الشارع ، صوت المواطن، صوت الاوجاع وانين اليمن .

ليست هناك تعليقات: