الجمعة، 30 يناير 2015

مبروك لحكومة بحّاح الإستقالة!



نبيل سبيع

لم تسمح ميليشيا الحوثي لحكومة بحّاح منذ تشكيلها بأن تصبح حكومةً قط، ولن تسمح لها بأن تصبح حكومةً أبداً لو أنها رضخت لضغوطها الإنقلابية الرامية لدفعها للتراجع عن قرار الاستقالة. لذا، فإن إصرار حكومة بحّاح على عدم التراجع عن استقالتها هو قرار في محله.
الحوثي يريد من حكومة بحاح الإستمرار كحكومة تصريف أعمال، لكنه كما تقول كل الوقائع والمؤشرات لن يسمح لها بأن تكون حكومة أبداً ولن يسمح لها بتصريف أية أعمال: في أحسن الأحوال، سيسمح لها بأن تكون حكومة تصريف لمجاري ميليشياته وفضلاتها (ولن أقول "عذراً على استخدام هذا اللفظ، طالما أن هذا هو الواقع").
لم يسمح الحوثي لحكومة بحّاح منذ تشكيلها بأن تصبح حكومةً قط وما كان ليسمح لها بأن تكون حكومة مستقبلاً، لكنّ حكومة بحاح باستقالتها دخلت تاريخ اليمن بوصفها حكومة، وبإصرارها على قرار الإستقالة اليوم أكدت بأن بوسعها أن تحجز موقعها في التاريخ كحكومة احترمت نفسها على الأقل. ولا أظن الحوثي الذي جرّد الدولة اليمنية من معناها واحترامها وشرفها كما لو كان يجرّد عاهرة رخيصة من ثيابها سيسمح لأي حكومة قادمة أن تحقق ما نسبته 5 بالمئة من الإحترام، ولن أكون مبالغاً لو قلت إنه حتى 1 بالمئة من الإحترام سيظل مستبعداً أيضاً.
والخلاصة:
إذا لم يسمح لك أحد بحجز موقعك في تاريخ بلادك كرجل دولة محترم عبر الإنجازات، فإنه سيبقى في يدك قرار وحيد أخير هو قرار الإستقاله الذي يمكنه أن يدخلك التاريخ بماء وجهك حتى وإن لم تفعل شيئاً. وبالنسبة لحكومة بحاح، فالاستقالة أصبحت قراراً وجودياً يمس كرامة أعضائها كلياً لأنها لا تحفظ ماء وجوههم كرجال دولة وحسب بل قبل ذلك- وهذا وهو الأهم- تحفظ ماء وجوهم كرجال. لقد أهانت جماعة الحوثي المنفلتة من كل قانون وعرف وعقال هذه الحكومة بشكل غير مسبوق في التاريخ اليمني، إذ لم يسبق أن حاصرت ميليشيا وزراء حكومة في منازلهم على هذا النحو، كما أهانت رئيس الدولة والدولة أيضاً.
وإذا كانت حكومة بحاح لم تنجح في لعب أي دور في ظل سيطرة الميليشيا على الدولة، فإنها قد نجحت في تفادي لعب دور المرحاض الميليشاوي (ولن أعتذر عن استخدام هذا اللفظ أيضاً، لأن هذا هو الدور الحقيقي الذي يريد الحوثيون من حكومة بحاح لعبه لهم).
لم أهنئ أي وزير أو وزيرة من معارفي بعد تعيينهم بأي شكل شخصي، لكن اسمحوا لي أن أهنئ هنا علناً جميع أعضاء الحكومة- من أعرف ومن لا أعرف منهم على حدٍّ سواء- وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء الدكتور خالد بحّاح.
مبروك!
لقد نجوتم من مصير مؤسف ومهين..

ليست هناك تعليقات: