الجمعة، 23 يناير 2015

استقالة الرئيس.. خيار السياسة في مواجهة العنف.



اداة سياسية بسيطة لرئيس محاصر بلا صلاحيات، بلا جيش، بلا هيبة، احدثت كل هذا الارباك والتعقيد والضبابية الكارثية في المشهد الذي اوصلتنا اليه ميليشيا مسلحة-وحليفها الانتقامي صالح- استمرأت غطرسة القوة بلا سقف ولا وازع ولا ضمير دونما حساب لهذا البلد وسلمه الاهلي ونسيجه الاجتماعي سوى ما تقرره في مغالطاتها المتناسلة.
رئيس لطالما تخاذل في تحمل مسؤولياته امام ميليشيا متغطرسة، اوصل البلاد الي ما وصلت اليه من ترد وانهيار، ولربما يكون من ضمن مسوغاته لتلك الخيبات حرصه على تجنب حرب اهلية لا يبالي الاخر بمغامرتها، لكنه بعد ما جناه لنفسه والبلد تبعا لتخاذله القى بالاستقالة -انتصارا متاخرا لكرامته الشخصية على الاقل- فخلط الاوراق واشعل البلاد من اقصاها الى ادناها، مربكا آلة القوة المتوعدة بالمزيد..
استقالة رئيس احدثت مالم تحدثه آلة القوة التي وضعت اليد على الدولة.. ليست القوة كل شيء، بل انها تتحول ضربا من العربدة والفوضى ان لم تكن محكومة بالضوابط القانونية، وذلك لا يكون الا بدولة وطنية تحفظ حقوق الجميع وتساوي بينهم وليس ميليشيا بنزعة طائفية تغالط باسم الشعب والثورة..
بدون رئيس ولا حكومة، وفي ظل ما وصلت اليه الاوضاع تنكشف جماعة الحوثي كليا داخليا وخارجيا باستثناء رجالها العميان المستمرئين سطوة البربرية بلا كابح.. ومعهم ودولة اجنبية تذكي غرور قائد الجماعة وتصفه بسيد الجزيرة.
استقالة اربكت العالم، وفتحت البلاد على خيارات كارثية اقلها ضررا واكثرها سلامة لن تتعاف البلد من تبعاته لسنوات، في ظل خزينة فارغة وموارد محل نزاع، ونزاعات ليست بابعد عن منحى الطائفية.
يخطئ من يظن ان القوة هي كل شيء..
يخطئ وينتكس مهما ظن كفة القوة تحميه..
الاوطان تبنى وتحمى بالتسامح والتعايش والتنازلات، وتغليب خيارات الاوطان، وتعزيز حظوظ الدولة وقيم المواطنة، لا بخيارات القوة العمياء بلا سائس لهيم يهذبها..
استمرؤوا اذلال الناس من اصغرهم الى اكبرهم متى ما تقاطع معهم..
اهانوا الدولة ورجالها -بلا عدالة بل بنزعة انتقامية بلا سبب غالبا- كما انفسهم وان خالوا خلاف ذلك اذ لا كرامة بلا دولة ولا مواطنة بلا قانون وسلطة شرعية تقوم عليه..
ارتكبو كل المخالفات وصنوف العربدة بزعم الحماية والنتيجة ان اوردوا بلدا مورد المهالك الذي لن ينجو من ناره احد بعد الانزلاق الناجز..
الخيار الوطني يجب ان يصحو اليوم، ولا مجال لاسترخاء الصدمة..
الصدمة ستفقدنا وطنا طالما حلمنا به لملايين البائسين المحكومين بقنبلة زرعت تحت اقدامهم..
الخيار الوطني بدون ترتيب ولا مقدمات ولا امنيات ولا انتظار المعجزات تفاديا للانفجار الكبير
دعواتنا وصلواتنا لاجلك يا يمن..

ليست هناك تعليقات: