السبت، 31 يناير 2015

ثلاث ساعات فوق الطقم !


يوسف عجلان

كنت في الخامسة عصراً (الاربعاء) بجوار سيتي مارت ... حيث تكالب حوثيون في ايديهم هراوات وسكاكين على مسيرة قادمة من شارع الستين بصنعاء
في لمح البصر خرج الحوثيون (البلاطجة) من كل فج .. وهم يرددون الصرخة وبدئوا بضرب واعتقال من استطاعوا
امسكت بهاتفي واجريت اتصال بزملائي في "المصدر أونلاين" ابلغهم بالمستجدات، واثناء الاتصال .. هجم علي شخصين وامسكوا بي .. واخذوا هاتفي وانا اتحدث ..
ثم صاح احدهم .. (هذا من صحيفة المصدر، بعدما رأى الاتصال)
احاط بي ما يقارب 7 أشخاص وارغموني على صعود الطقم ..
واثناء صعودي (ضربني احدهم مرتين بمؤخرة الكلاشنكوف في ظهري واقعدني على الأرض
...
تحرك الطقم سريعاً .. وكنت حينها اتحدث إلى قائد الطقم الذي نهرني وطلب مني السكوت او (الصفع)
واصل الطقم طريقه إلى بوابة الجامعة ودخل منها (وهناك اصعدوا معي شخص اخر كان وجهه مدمي )
وعندما كنت احاول ان اسألهم عن سبب اعتقالي كان احد المسلحين بزي الشرطة يقول لي (اسكت لا ادعسك)
..
مررنا إلى جولة مذبح وهناك وصل طقم اخر فأخذوا الشخص الذي كان بجانبي إلى ذلك الطقم، وصعد معنا ما يقارب 5 مسلحين اخرين إلى جانب ال6 الذين كانوا في الطقم
ووقتها كنت لا اعلم (الفرقة، ام قسم السنينة، ام معتقل اخر سيأخذوني إليه)
..
كان الشخص الذي يجلس في مقدمة الطقم يبدوا شخصية مهمة
حيث كان يتنقل من منطقة لاخرى في شارع الستين إلى المصباحي وصولاً إلى قرب دار الرئاسة وكان يقوم باستبدال جنود واخذ جنود معه وطرحهم في مكان اخر
..
لا اخفي عليكم (كنت مستمتعاً على متن الطقم وانا اراه يتجاوز كل نقاط التفتيش دون ان يتوقف ، لكني كنت خائفاً اين سأكون بعد ذلك، وكنت اسمع الجنود يتحدثون عن الطراطير الدواعش، واحدهم كان يقول ليت والله ودقيتهم رصاص اولاد الكلب)
...
السابعة والنصف تقريباً ..
وصلنا إلى بيت بوس وهناك توقف الطقم في شارع فرعي ..
ثم انزلوني إلى باب الطقم لاتحدث إلى قائده الذي كان يجلس بالداخل، حيث بدأت الاسئلة
(اسمك، ليش خرجت مع التكفيريين والدواعش، من يقودكم ، اين تخططون، وكم عدد مجموعتك ووو
ثم فتح هاتفي وبدأ يسألني عن اسماء في هاتفي ورسائل وصلتني،

وبعد ما يقارب نصف ساعة تحقيق ،
قال لي .. (اليوم عنتركك تروح لك ، بس لو مرة ثانية شفناك مع الدواعش قسما بالله ما عاد تشوف صورة امك وابوك)
....
وقبل ان ارحل .. قال لي .. معاك فلوس تتواصل والا اجيب لك
قلت له .. شكراً معي خليني بس اروح
اعطاني هاتفي ثم مضيت من جانبهم ودخلت مسجد، وعند خروجي
كان اول شخص اقابله بالصدفة الصديق عبدالجليل الحقب .. الذي اوصلني إلى مقر عملي
.
الحرية ... جميلة
..
شكراً لكل من تواصل بي، وكل من تضامن معي
انتم الاصدقاء وقت الشدة

ليست هناك تعليقات: