الأحد، 18 يناير 2015

24 ساعة على اختطاف الرجل الثاني في المؤسسة الرئاسية وصمت مُريب لرجلها الأول (تقرير)


مدير مكتب الرئاسة د/أحمد عوض بن مبارك

في البلدان التي تشهد اضطرابات وتحولات سياسية، تكون الرئاسة أو من ينوب عنها حاضرة في كل وقت للإدلاء بتصريحات من شأنها وضع الرأي العام في صورة مايجري، غير أن ما يحدث في اليمن يشعل حيرة الجميع.
حين اختطفت جماعة الحوثيين يوم أمس الدكتور أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس عبدربه منصور هادي، ضجت كل وسائل الإعلام، في حين بادرت الولايات المتحدة الامريكية إلى إدانة العملية وقالت عن منفذيها إنهم لا يمثلون اليمن، كما أن أفعالهم تظهر أنهم لا يعملون لمصلحة بلدهم.
لكن وبعد مرور 24ساعة لا تزال الرئاسة، المؤسسة الأولى في البلد صامته، الأمر ينطبق أيضاً على بقية مؤسسات الدولة المعنية.
الكاتب الصحفي اليمني سامي نعمان اعتبر صمت الرئاسة دليل على أنها "بلا مهام وشكلية"؛ بل امتدت مهامها إلى تغطية فعل اغتصاب الدولة الذي تقوم به ميليشيا مسلحة من يوم الانتكاسة الوطنية في 21 سبتمبر، حسب نعمان.
وهذا ليس الحدث الأول الذي يقابله الرئيس بالصمت، فالبلد الذي يعيش على صفيح ساخن منذ ثورة 2011 شهد أحداثاً كثيرة وكبيرة وتحولات مفاجئة وسقطت فيها العاصمة صنعاء بيد المليشيا، دون أن يكون للرئيس أي دور.
بيد أن قُرب الحدث هذه المرة من الرئيس هادي نفسه وإمكانية أن يكون خطراً يهدده هوَ، بعث لدى البعض الأمل في أن يحرك هادي السكون الذي ينتابه منذ زمن، وتحديداً مواقفه تجاه تصرفات جماعة الحوثيين المسلحة.
أحمد عوض بن مبارك، هو الذراع الأيمن لهادي، وتَصدر غالبية قراراته الجمهورية منذ ثلاثة أعوام خلت، بدءاً بتعيينه في اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار ومرورا بقرارات تعيينه أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني وعضواً في هيئة الرقابة على مخرجات الحوار وأميناً عاماً للجنة الدستور ورئيساً لحكومة جديدة، وانتهاءً بمنصبه الحالي مديراً لمكتب الرئيس.
وأضاف نعمان لـ"المصدر أونلاين": الدولة أساسا مختطفة كليا، بقوة السلاح والبلطجة منذ ذلك اليوم، وبالأمس اختطف احد ارفع موظفي الدولة إمعانا في إهانة الدولة وإرهاب المواطنين، والمليشيا المسلحة قادرة أيضاً على اختطاف الرئيس نفسه ولن تعدم مبرراتها السخيفة.
وتحدث عن مساهمة الدولة في إهانة رجالها والتواطؤ مع ما أسماها بـ"بلطجة الأمر الواقع".
وكان بن مبارك على رأس لجان الوساطة واللجان الخاصة التي شكلها هادي في كل الأحداث الطارئة، إضافة إلى أنه عراب أول اتفاق مع جماعة الحوثيين.
وفي كل الأحوال، لم تشفع كل هذه المهام لبن مبارك بأن تصدر فيه الرئاسة اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي بياناً أو موقفاً واضحاً إزاء حادثة اختطافه التي تمثل الأولى من نوعها، لرجل قريب من مؤسسة الرئاسة كابن مبارك.
وفوق هذا، لا يبدوا أن المستهدف الرئيس من الحادثة هو بن مبارك نفسه، بقدر ماهي رسالة موجهة للرئيس هادي المخول فعلاً بتمرير مسودة الدستور الجديدة، السبب الرئيس في الحادثة.
صحيح أن جماعة الحوثيين موقفها سلبي من بن مبارك، وبدت ملامح هذا الموقف في الـ7 من أكتوبر العام المنصرم، حين صدر قرار جمهوري بتعيينه رئيساً للحكومة الجديدة وأسقطته الجماعة، لكن ما يدور خلف الكواليس يعكس تقارباً بين الطرفين ونظرةً حميمية من قبل الرئاسة تجاه الحوثيين، على غير عادة تلك المؤسسة في الفترات السابقة
وشن سامي نعمان هجوماً حاداً على الرئاسة وقال: إنها بموقفها الحالي تعزز فكرة أنها تعمل مجرد سكرتارية لجماعة مسلحة، ووظيفتها أساساً مختطفة حيث البقاء الشكلي هو للموظفين فقط بمن فيهم الرئيس نفسه.
واعتبر المحلل السياسي نبيل الصوفي حادثة الاختطاف ضمن أخطاء الرئيس هادي الذي اعتقد إن بإمكانه تمرير أشياء دون موافقة الحوثيين.
وقال عبر الهاتف لـ"المصدر أونلاين" إن التفويض والأقلمة وتشكيل الهيئة الوطنية لمخرجات الحوار كلها كان يلتزم انه سيصلحها ووقع اتفاق الشراكة التي تضمن تعديل كل هذه الأمور ولم يعدل وكان أمس معد لاحتفال بنجاح مغالطاته.
وعد الصوفي اختطاف بن مبارك في إطار اختطاف الرئيس هادي للتفويض الممنوح له.
وباتت سمة الصمت ملازمة للرئيس هادي الذي منذ انتخابه رئيساً للبلاد في 21 فبراير 2012، لكن صمته عن خطرٍ يقترب منه، هو الأمر المُثير للاستغراب.

ليست هناك تعليقات: