الخميس، 28 أغسطس 2014

ملاحظات وتساؤلات أمام لجنة التحقيق في تحطم طائرة بقاعدة طارق بتعز ومقتل الطيار



- يجب تحليل بيانات الصندوق الأسود لمعرفة وضع الظائرة قبل تحطمها، والكشف عن الحالة الفنية للطائرة للكشف وعما إذا كانت تطير في إطار عمرها الافتراضي، أم انها تجاوزته.
- الطيار وجد ملقياً على كرسيه خارج الطائرة، وتحليل بيانات الصندوق الأسود هي الكفيلة بمعرفة طريقة خروجه، هل استخدم طلقات الكرسي القاذف، وقذف بنفسه بعد أن تيقن ان الطائرة ساقطة لا محالة، وهل حاول الطيار قذف الكرسي، وهل الطلقات التي تقذف بالكرسي غير منهية الصلاحية، اذا كان قد حاول ولم يقذف، أم أن الكرسي قد اقتلع من مكانه بفعل انهيار الطائرة ووطأة الارتطام، علماً بأن الطائرة الباتروس L39 هي من اكثر الطائرات تتمتع بأنظمة أمان عالية ومتطورة، وكرسيها القاذف يحرر كرسي الطيار عند استخدامه ويقذفه لارتفاع 80 متر، ضماناً لسلامته قبل ان ينزل بالمظلة. 
- التحليل الأولى للحادثة (غير الرسمي) يشير أن الطيار هبط بسرعة زائدة، ومع وصوله لرأس المدرج، حاول الارتفاع في الاقلاع، لكن الاطار ارتطم بسور المطار، وانهارت الطائرة وتحطمت هناك، وفي هذه الحالة، يجب البحث عما اذا كان هناك تأخراً في توجيه الطيار لعمل دورة ثانية.
- (من المفترض أن تكون سرعة تقرب الطائرة 250 كم في الساعة، وسرعة ملامسة العجلات لأرضية المدرج 180 كم في الساعة، وبالنسبة لطائرة كهذه وبهذه السرعات فإن المدرج يستطيع استيعاب الطائرة بالراحة).
- ينبغي تفريغ التسجيلات الخاصة بالطيار مع الكرفان والبرج، لمعرفة جانباً من أسباب تحطم الطائرة وتحديد المسؤوليات تجاهها.
:: البرج يتمركز فيه قائد التحليقات، الذي يتولى ومهته توجيه الطائرات بالاقلاع، وتوجيه اوامر بالهبوط وصولاً إلى رأس المدرج بالتعاون مع الرادار.
:: الكرفان هو مساعد قائد التحليقات، ومهمته مراقبة الهبوط والاقلاع، برأس المدرج، ويتسلم الطائرة مع اقترابها من رأس المدرج وتقدمها للهبوط، ويقوم بتوجيه الطيار اذا كان هناك اشكالية لعدم انزال العجلات او اذا كانت السرعة زائدة، لعمل دورة هبوط ثانية.
- الطيار منقطع عن التدريب منذ اربعة أشهر، بسبب اغلاق الجناح التدريبي المتقدم بتعز (يتبع اللواء 117 تطوير قتالي في صنعاء)، بعد تضرر طائرة تبعاً لهبوطها دون انزال العجلات، مطلع ابريل الماضي، وتم استئناف التدريب مؤخراً بعد اجارة عيد الفطر.. 
:: ذلك الانقطاع يقتضي أن يخضع الطيار لدراسة واختبارات وتمارين مكثفة، لاستعادة حساسية جميع التمارين من الأولية البسيطة إلى المتقدمة، وهذا الاجراء يطبق على جميع الطيارين، بمن فيهم المدربين، حال انقطاعهم عن التدريب لفترات محددة بين شهر وشهرين واحيانا اكثر حسب طبيعة التمارين.
:: وبالتالي يجب التحقيق في فترة الانقطاع والتمارين التي تلقاها قبل الحادثة منذ استئناف التدريب، وعما اذا كانت مستكملة، وكم طار بعد استئناف التدريب، خصوصاً أنه كان في تمرين متقدم يطلق عليه ميدان ضرب النار، ونفذه في منطقة خاصة بهذا التمرين في مفرق المخأ، وسبق أن نفذ التمرين مع طيار مدرب لمرة واحدة، قبل يطير لتأديته منفرداً، وهل تم تأهيله على التمارين السابقة بالشكل المطلوب.

:: خبر سابق (إغلاق الجناح التدريبي المتقدم للطيارين بتعز بسبب عدم ابلاغ قائد الجوية بحادثة طائرة)..
- الطيار نفذ التمرين الأخير، وكان هناك طائرة أخرى تطير معه في ذات الوقت، ويقودها مدرب يقوم بمهمة مراقبة طائرة المتدرب دون أن يتدخل الا في حالة تعرضه لخطأ، وهنا يجب تفريغ الاتصالات بين المدرب والمتدرب، لمعرفة ما اذا كان المدرب قد لاحظ خطأ ما من المتدرب أثناء الهبوط.. 
- التحقيقات في كوارث الطيران هدفها الرئيسي هو تحديد الأسباب بدقة لتلافي تكرار الحوادث، وبدون الاجابة على تلك التساؤلات، وربما تساؤلات اخرى اضافية، وإعلان نتائج التحقيق بشفافية، فذلك يعني أن العبث بمقدرات البلاد وأرواح الطيارين، وهم اغلى الكوادر العسكرية والمدنية تبعاً لما ينفق على تأهيلهم وتدريبهم ودراستهم من مبالغ مهولة، مستمر، وأن النتيجة الأسهل والمألوفة في مثل هذه الحالات ستكون هي تحميل الطيار الضحية أسباب الحادثة، وإغلاق الملف على هذه التخرصات، ما يعني ابقاء اسباب الحوادث قائمة ومفتوحة دون الاستفادة من الاخطاء والكوارث السابقة.
============
- تذكير: طائرة النقل انتينوف التي هبطت اضطراريا وتحطمت في صحراء حضرموت، بعد انطفاء المحركين وهي في الجو (ولو كانت فوق مدينة فلربما أتت على حارة بأكملها)، لم تعلن نتيجة التحقيق فيها حتى اليوم، فالصندوق الأسود اتضح انه متعطل ولا يعمل، وكل ما تم القيام به هو تخرصات القت بالتهمة على 
المهندس الجوي بأنه أطفأ المحركين والطائرة في السماء، ولأنه لا يوجد دليل على تلك التخرصات التي ثبت عدم صحتها طالبت قيادة القوات الجوية والمحققون من المهندس ان يقسم يميناً في الجامع الكبير بصنعاء أنه لم يطفئ المحركات (بمعنى أن لم يحاول الانتحار وقتل نفسه وزملائه).. اذا اديرت التحقيقات بتلك العقلية، فذلك يعني أن نقرأ نحن بدورنا الفاتحة على سلاح الجو الذي بات الوحيد الذي تتفوق به الدولة على الميليشيات المسلحة. 
=============
المزيد من التفاصيل والمعلومات والصور على الرابط التالي:

ليست هناك تعليقات: