الاثنين، 18 أغسطس 2014

مظاهرات بموضة "أعذر من أنذر"

المظاهرات التي يدعو لها عبدالملك الحوثي، تحت يافطة و"من أعذر فقد أنذر"، هي مجرد خطوة يتقدم بها اسقاطاً لواجب، تليها خطوات ستأتي سواء خُرِق التحذير الذي اطلقه الرجل (بتعرض المظاهرات لأي اعتداء)، أو إلى الجمعة ما لم تلب مطالب المتظاهرين، باسقاط الجرعة واسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وأجمل ما في الأمر هو المطالبة بتنفيذ تلك المخرجات التي بدأ الحوثي تنفيذها بالقوة من قبل صدورها في كتاب صدر عن 565 عضواً أو نحوهم..
عموماً كتقييم خاص، فإن المظاهرات المشروطة بالعنف، على طريقة فهم عبدالملك الحوثي للمظاهرات السلمية، تعتبر أكبر ضربة قاصمة للحقوق المدنية.. 
لم تعد المظاهرات -مع تلك الرسائل الاستفزازية الحادة التي أطلقها الحوثي- سوى وسيلة استفزاز هدفها الرئيسي هو جس نبض السلطات ومدى احترامها لوعيد الرجل، أو تقريب واختصار الموعد الذي ضربه إلى الجمعة طالما توفر المبرر الأسرع (الاعتداء على المتظاهرين السلميين، قبل المبرر الأبعد عدم الاستماع لصوت الشعب).
هي تنم عن طريقة فهم الجماعة للحقوق المدنية والسياسية.. 
الجماعة التي باتت تستعرض الشعبية شكلياً وتنفذ خياراتها بقوة السلاح والمقاتلين، وليس بقوة الاحتجاج الشكلي (حينما قتل عدد من متظاهري الجماعة مقابل مقر جهاز الأمن القومي العام الماضي لم يكن هناك وعيد وردة فعل عنيفة لأن الوقت لم يكن مناسباً لذلك، بل كان هناك شكوى وتسجيل مظلومية متراكمة).
الحكومة ستسقط بأمر الرجل، وإن لم ترحل بأصوات الجماهير المحتشدة تلبية لزمجرة الرجل فسترحل بالقذائف، لا مفر ولا خيار آخر..
ما هو أجدى هو تغليب حلول الأمر الواثع التي تحفظ دماء ومصالح الناس.
نظام هادي، سيصبح نسخة مطورة من سلطة فارس مناع بصعدة، وجماعة الحوثي ستتحمل مسؤولية التعامل مع التبعات بعد صيرورتها سلطة أمر واقع في العاصمة.


ليست هناك تعليقات: