الخميس، 28 أغسطس 2014

تفاصيل تحطم طائرة عسكرية في قاعدة طارق الجوية بتعز.. وطيارون وفنيون يطالبون بتحقيق جاد وشفاف



الملازم ثاني طيار محمد الضبيع

تحطم طائرة تدريب عسكرية بعد خروجها عن مدرج قاعدة طارق بتعز ومقتل الطيار

الطيار الضبيع كان يقوم بتمرين ميدان ضرب النار، ووجد ملقياً بكرسيه جوار الطائرة

مطالبات بتحقيق جاد يشمل تحليل الصندوق الأسود وفحص تسجيلات الاتصالات وكشف الحالة الفنية للطائرة وساعات تدريب الطيار

تحطمت ظهر أمس طائرة تدريب عسكرية تشيكية الصنع طراز الباتروس L39، بعد خروجها عن المدرج، بقاعدة طارق الجوية الواقعة في إطار مطار تعز، ما أودى بحياة قائدها الملازم ثاني طيار محمد صالح الضبيع.
وتحطمت الطائرة، عند الواحدة بعد ظهر الأربعاء، أثناء الهبوط بعد خروجها عن المدرج، وارتطامها بسور المطار، ما أدى لمقتل قائدها محمد الضبيع (27 عاما)، وهو خريج الدفعة (27) طيران، وينحدر من مديرية دمت محافظة الضالع.
وكان الطيار الضبيع يقوم بمهمة تمرين متقدم يطلق عليه ميدان ضرب النار، ونفذه في منطقة خاصة بهذا التمرين في مفرق المخأ، وسبق أن نفذ التمرين مع طيار مدرب لمرة واحدة، قبل يطير لتأديته منفرداً.
ووجد الطيار ملقياً بكرسيه إلى جوار الطائرة في مكان تحطمها، ولم يعرف ما اذا كان قد استخدم الكرسي القاذف، الذي يعمل على اخراجه من الطائرة حال ادراكه أنه لم يعد هناك مجال لانقاذها، أم أنه قد اقتلع بفعل وطأة الارتطام.
وكان هناك طائرة أخرى مع الطائرة المتحطمة، يقودها مدرب يقوم بمهمة مراقبة طائرة المتدرب دون أن يتدخل الا في حالة تعرضه لخطأ.
وكلفت قيادة القوات الجوية كلفت لجنة بالنزول إلى تعز والتحقيق في الحادثة.
وقال فنيون ومختصون في قاعدة طارق الجوية بتعز، إن الطيار كان منقطعاً عن التدريب لأكثر من اربعة أشهر بسبب قرار قيادة القوات الجوية اغلاق الجناح التدريبي المتقدم في القاعدة بعد تعرض طائرة من ذات الطراز لأضرار نتيجة هبوط طائرة بدون انزال العجلات حينها.
ويتبع الجناح التدريبي المتقدم بقاعدة طارق اللواء 117 تطوير قتالي بصنعاء، وهو جناح خاص بالطيران المتقدم، لإعداد المدربين والمنقطعين عن الطيران من الطيارين الجنوبيين العائدين للخدمة مؤخراً بعد توقفهم منذ حرب عام 1994، والخريجين من اللواء 139 تدريبي بالعند، أو الطيارين المتخرجين من الامارات.
ويتدرب فيه خمسة طيارين جنوبيين من العائدين للخدمة مؤخراً، وآخرين تخرجوا من الامارات، ومنهم الطيار الضبيع، إذ يتدربون في الامارات على طائرات طراز بي سي 7، وعند عودتهم لليمن، يقومون بعمل دورات تدريب متقدم على طائرة L39، لمدة 50 ساعة، قبل تحويلهم للطيران على طائرات أخرى مقاتلة او قاذفة او نقل او مروحيات.
وتوقف تدريب هؤلاء الطيارين خلال فترة تناهز اربعة اشهر، بعد تضرر طائرة تبعاً لهبوطها دون انزال العجلات، مطلع ابريل الماضي، قبل ان يستأنف التدريب مؤخراً بعد اجارة عيد الفطر.
وتساءل أحد المختصين في قاعدة طارق عما إذا كان الطيار الضبيع قد أخذ التمارين الأساسية بعد فترة الانقطاع تلك، التي تقتضي بالضرورة أن يخضع الطيار لدراسة واختبارات وتمارين مكثفة، لاستعادة حساسية جميع التمارين من الأولية البسيطة إلى المتقدمة، وهذا الاجراء يطبق على جميع الطيارين، بمن فيهم المدربين، حال انقطاعهم عن التدريب أقل من شهرين.
وأشار أن الطيار هبط بسرعة زائدة، حيث من المفترض أن تكون سرعة تقرب الطائرة 250 كم في الساعة، وسرعة ملامسة العجلات لأرضية المدرج 180 كم في الساعة، موضحاً انه في مثل حالة الطائرة هذه وبهذه السرعات فإن المدرج يستطيع استيعاب الطائرة بالراحة.
وأضاف بأن تحليلاته الأولية، وهي ليست مؤكدة، تشير إلى أنه كان هناك تأخراً في توجيه الطيار لعمل دورة ثانية، ومع وصوله لرأس المدرج، حاول الارتفاع  في الاقلاع، لكن الاطار ارتطم بسور المطار، وانهارت الطائرة وتحطمت هناك.
وطالب طيار في قاعدة طارق بإطلاق تحقيق جدي في الحادثة، بتحليل بيانات الصندوق الأسود، والكشف عن الحالة الفنية للطائرة للكشف عما إذا كانت تطير في إطار عمرها الافتراضي، أم انها تجاوزته، والتحقيق عن فترة انقطاع الطيار، والتمارين التي تلقاها قبل الحادثة، وعما اذا كانت كاملة مستكملة، وكم طار بعد استئناف التدريب.
كما طالب الطيار بتفريغ التسجيلات الخاصة بالطيار والكرفان والبرج، وهما المعنيان بتوجيه الاقلاع والهبوط بالتعاون مع الرادار وتوجيه الطيار اذا كان هناك اشكالية من قبيل عدم انزال العجلات او اذا كانت السرعة زائدة، وتوجيهه بإلغاء الهبوط وعمل دورة ثانية.
ونعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة القوات الجوية والدفاع الجوي الطيار الضبيع، ووصفته بانه أحد الطيارين المؤهلين، وقالت إنه "استشهد إثر تحطم طائرة التدريب L39 أثناء هبوطها وانحرافها عن المدرج في قاعدة طارق الجوية بتعز بعد عودتها من مهمة تدريبية".
وهذه ثاني طائرة تتحطم من ذات الطراز في غضون ثلاثة اسابيع، بعد أن كانت المصدر قد انفردت بنشر خبر تحطم طائرة في قاعدة العند الجوية، يوم الجمعة 08 اغسطس الجاري ، جراء سقوط الهنجر فوقها بسبب رياح وأمطار غزيرة شهدتها محافظة لحج، وأدى لتحطم مؤخرتها وأجزاء هيكلها.
والطائرة L39 هي طائرة تدريب عسكري متقدم، نفاثة دون سرعة الصوت،  وهي من أكثر الطائرات أمانا، وكرسيها القاذف يحرر كرسي الطيار عند استخدامه ويقذفه لارتفاع 80 متر، ولها انظمة أمان عالية ومتطورة، كما أنها تهبط بسرعة تقرب 250كم في الساعة، وتلامس المدرج بسرعة 180 كم في الساعة، وهو ما يتيح للمدرج استيعابها بالراحة، خلافاً لطائرات أخرى تتقرب وتلامس بسرعات أعلى من ذلك.
وبالإمكان أن تستخدم الطائرة لأغراض قتالية في الهجوم الأرضي، إذ بإمكانها أن تحمل صواريخ وقنابل بوزن 250 كجم، وتتميز هذه الطائرات بالاعتمادية وسهولة الصيانة والبساطة والعُمر الطويل وملاءمة الطائرات للتدريب الأولي والنهائي، كما يستطيع رادارها القيام بمهام "جو – جو".
وتحطمت خلال الفترة من منتصف اكتوبر 2012، عشر طائرات عسكرية، بينها ثلاث مروحيات، وطائرتي نقل طراز انتينوف AN-26، وطائرتين طراز سوخواي 22، وطائرتي تدريب الباتروس L39، وطائرة ميج 21.
ويشوب التحقيقات في حوادث الطيران الكثير من القصور، دون ان تعلن نتائج تحقيق نهائية وحاسمة لأسباب تحطم الطائرات.
وطفت مؤخراً شكاوى طيارين من ارغامهم على الطيران بطائرات خارج الجاهزية، وتنظر محكمة الاستئناف العسكرية بصنعاء في قضية طيارين امتنعا عن الطيران بطائرة تدريبية طراز ميج 21 خارج الجاهزية بقاعدة العند، وتحاكمهما القيادة بتهمة الامتناع عن تنفيذ الأوامر والغياب وافشاء الاسرار العسكرية.
التقرير نشر في جريدة المصدر اليومية عدد الخميس 28 اغسطس 2014
المزيد من الصور: 






ليست هناك تعليقات: