الأحد، 17 أغسطس 2014

هادي ومهمة تفتيت البلد ..!

عبدالرشيد الفقيه

لعل أبرز سمة يمكن تتبعها لإدارة ما بعد "صالح" هو قدرتها الفائقة على إهدار الفرص الثمينة التي فتحها حراك 2011 أمام اليمن واليمنيين ، وعلى رأس ذلك فرص معالجة الإشكاليات الوطنية التي تفاقمت بفعل الإدارة الرديئة وتوسعت دائرتها وضحاياها وتضاعفت كلفها ، بل وعملت الإدارة الجديدة على حراسة هذه الإشكاليات من أي معالجة .
فالأهم من إنهاء حكم صالح بالنسبة لحراك 2011 في اليمن الذي اندلع ضمن ما يسمى بالربيع العربي هو كم الفرص التي فتحها أم اليمن في سبيل التحول باتجاه فكرة الدولة .

لقد نُكبت اليمن برئيس محدود الأفق والقدرات ، يفتقر للفاعلية والكفاءة والنزاهة ، وهو ما يُعطل البلد وطاقاته وفرصه ، بلد عالق وسط فراغ كبير يمكن أن يُغرق بكل ما يخطر على البال من احتمالات ، باستثناء مشروع الدولة .
أدار هادي وحلفه العريض " المحلي والإقليمي والدولي" حتى اليوم مدة تقارب المدة التي أدارها الرئيس إبراهيم الحمدي ، الثابت الان أن "هادي" هو النقيض الموضوعي لـ "الحمدي" ، هذا ما يردده الان الكثيرون ممن عايشوا العهدين .
ثلاث سنوات من عمر اليمن واليمنيين لا أبرز فيها من دأب "هادي" المتواصل في بناء مشروعه الخاص الذي يُشيد على أنقاض مشروع عموم اليمنيين .

"هادي" يقف في سياساته وقراراته منذ تسلمه السلطة حيث يقف زعيم العصابة وليس حيث يجب أن يقف رجل الدولة ، وهذا ما يؤكده قراره الأخير بخصوص ما سمي "الجيش الشعبي" في الجوف ومأرب ، فما تحتاجه الجوف ومأرب وعمران وصعدة وكل اليمن هو النقيض من هذه الخطوة التفتيتية تماماً ، حضور مختلف وجديد للدولة في هذه المحافظات والمناطق ، حضور تنموي بناء يعيد الإعتبار لفكرة الدولة في هذه المناطق .

وقبل ذلك تكرر الأمر ذاته في "أبين" بما يسمى " اللجان الشعبية " وهناك أنباء من "حضرموت" بالإتجاه لذات التجربة ، حيث تقوض الدولة ومؤسساتها وتقوى تشكيلات ميليشياوية من الميزانية العامة ، بدلاً عن تقوية وحدات الجيش وأجهزة الأمن .

ليست هناك تعليقات: