الأربعاء، 13 أغسطس 2014

رضية ورشيد.. ضريبة التزام لا يجيد غسيل "الحقوق" في فعاليات فارغة


يتعرض اثنان من ابرز الناشطين الحقوقيين والباحثين اليمنيين، وأكثرهم مهنية والتزاماً ومسؤولية لحملة شنيعة يتصدرها فتوات المظلومين السابقين، الذي باتوا يكررون المظالم التي تعرضوا، بشكل أكثر تراكمية وقبحاً خلال اليومين الماضيين أصبحت رضية المتوكل، وزوجها عبدالرشيد الفقيه هدفاً لحملة تشهير قبيحة انبرى لها فتوات الجماعة.. 
زاد سعار الحملة بعد أن تدخل الفقيه لدى قيادة الجماعة لايقاف تنفيذ حكم بالاعدام أصدره قاض، هو في الحد الأدنى يعمل تحت سلطة الجماعة أو في مناطق نفوذها وحكمها الفعلي، بحق مهندس في مصنع اسمنت عمران بتهمة التسبب في قتل زميل له في المصنع بماس كهربائي، هذا فضلاً عن انتهاكات أخرى يتابعها الناشطان باستمرار، ووجوهما مألوفة ومعروفة لدى قيادة الجماعة منذ أيام المظلومية إلى أيام الانتهاكات والتوحش.
يوم كان أولئك محاربون مطاردون في الجبال، وهؤلاء الفتوات الشجعان المنفعلين حالياً، يتخفون في الأقبية وأزقة الحارات، وفيهم من يتبرك بقيادات مقربة من صالح ورجاله المحليين في كل مكان، ويجاهر بشتم الحوثي واتباعه، بل ولعنهم كما يلعنون الآن أمريكا واسرائيل، مخافة لمزهم بمجرد تهمة الحوثية، كان عبدالرشيد الفقيه ورضية المتوكل من ابرز المصنفين لدى نظام صالح باعتبارهم حوثيين، لأنهما كانا يتحملان عبئاً مرهقاً في متابعة الانتهاكات التي كانت تمارس في صعدة، وهما إنما كانا يمارسان عملهما دون مؤثرات في بلد منكوب بلعنة الاصطفافات والاتهامات القبيحة وانكار الحق حين يكون على الذات.. أذكر دون رجاء لتعاطفهم، بل لعلهم يفهموا ان طبيعة عمل الحقوقي هي بيئة الانتهاكات، سواء كانت نظام صالح، أو هادي أو الدواعش أو جماعة الحوثي.. وليست مشكلتكما أن طرفاً ما يرتكب انتهاكات متوالية في فترة واحدة، ويعتبر التركيز عليها غياباً للاستقلالية والنزاهة.. على العكس ستضرب النزاهة والاستقلالية في مقتل إذا ما ركبتها حسابات من قبيل التراجع او التريث مهابة التصنيف والاتهام..
اليوم تنمر المظلومون، واصبح الذين كانوا خائفين يترقبون، شجعاناً يجاهرون بايمانهم بالصرخة، ويعلونها، وذلك شأنهم، لكن ما لم يكن يتوقعه أحد، أن يمارسوا انتهاكات قبيحة عانوا من بعضها طويلاً، ثم يرهبون ناشطين لأنهم يراقبون أداءهم، ويرصدون انتهاكات وقعت بحق المواطنين، شأنهم شأن كل الجماعات النافذة الأخرى، نظام صالح ثم هادي، اللجنة التنظيمية للثورة، الأحزاب، الأجهزة الأمنية، الجماعات المسلحة، والادارة الامريكية، وغيرهم..
تنمّروا، وكان حرياً بهم أن يمنحوا مواطني المناطق التي يحكمونها كأمر واقع بقوة السلاح، ذات الحقوق والحريات التي كانوا يبكون ويعزون إليها أسباب حروب صعدة، تبعاً لأن نظام صالح لم يمنحهم إياها..
بتُّ أشكّ في أي جماعة أو تيار يمني يطالب بالحقوق والحريات يغدو منتهكاً لها يوم يصبح صاحب سلطة ونفوذ وقوة..
أمس الأول أثناء خروج عبدالرشيد الفقيه من منزله عصراً رافقه ثلاثة مسلحين من أمام بقالة فؤاد المجاورة لمنزله، وأوصلوه حتى الشارع، وكانوا ينظرون له عن دفاعه عن المجرمين والدواعش.
ما كان أحوج زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وقائده الميداني أبوعلي الحاكم وفتواتهم المسلحين والمدنيين، ان يستفيدوا من عمل هذين الناشطين، وغيرهما، ويتعاطوا بايجابية تنسجم مع هرطقات الدولة المدنية، عوضاً عن القدح، والاتهام والتعريض بتهم التخوين واقبح الشتائم والسفاهات، ومؤسف أن تأتي ردود الإفعال هذه من الوجوه المدنية..

عزيزاي: رشيد ورضية:
مشكلتكما هي النزاهة..
انكما تعملان دون حسابات..
انكما تدركان تماماً بيئة الانتهاكات، وأكثر منها أنكما تفهمان عملكما جيداً.. ولا تعرفان العمل الحقوقي العنصري المشوة..
انكما تعملان بعيداً عن البيئة النمطية البائسة للمنظمات الحقوقية التي تدور في إطار المؤتمرات والندوات وورش العمل، وإن تقدمت فتقارير رصد تفتقر لأدنى المعايير المهنية، واستبدلته بحسابات وموازنات ومؤشرات أربحا..
ولو كنتما تعملان ضمن فريق غسيل الحقوق لكنتما محل اشادة وتقدير كثير من الأحزاب والجماعات المسلحة وسلطات الدولة..
انتما الوجه الحقوقي المحترم في هذه البلاد المنكوبة بمنظمات حقوقية انتهازية تغسل مئات الآلاف من الدولارات في مؤتمرات وندوات وورش عمل فارغة، لكن تنمو معها الاستثمارات، في حين تتعطل أعمال زميلينا النبيلين لأشهر لأنهما لا يجدان نفقات القيام ببحث ميداني..
انتما أشرف وانزه من مروجي تلك الاتهامات الحقيرة..
انتما عنوان لمستقبل اليمن الذي نحلم به..

ليست هناك تعليقات: