الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

أي مستقبل ينتظر أبناءنا والدولة في حالة إهلاك..

العزيز الشقي.. معتز نعمان
للأسف.. لم يعد الأمر يتعلق بمستقبلنا..
هذا الأمر انتهى أو يكاد بفضل سلطة قبيحة اهدرت فرصاً تاريخية لتأسيس دولة محترمة يعيش في ظلها اليمنيون كبقية شعوب الدنيا..
سلطتان مثلتا لعنة على هذا البلد، ويعلم الله كم من الأجيال سيصل تأثير تلك اللعنات: سلطة علي عبدالله صالح وأسرته التي أهدرت عقوداً من حياتنا اختزلت معها الدولة في أسرة ونخبة منتفعة اشتغلت على مصالحها دون الحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الدولة ومصالح المواطنين، وسلطة عبدربه منصور هادي وشركاؤه، التي جاءت في ظل بيئة تواقة للدولة، وتوفرت لها فرص تاريخية لتأسيس دولة لكنها تمضي بخطى حثيثة (أو بعمى) للاجهاز على ما تبقى من شكلها.
وجميعنا للأسف تواطأنا بشكل أو بآخر في إهدار فرصتنا بأن نكون دولة.. جميعنا: احزاب رديئة، ونخب مصلحية عقيمة، ومجتمع سلبي.. بلا استثناء سوى أولئك البسطاء الذين يعيشون على الفطرة، وأغلبهم في الأرياف، ولا شان لهم في ذلك كله سوى تحمل تبعات وخيمة على لقمة عيشهم وحياتهم تبعاً للاخفاقات المتوالية..
الحياة متوقفة أو هي على وشك، ولا يزال في البلاد مجال واسع للقضاء على ما تبقى من اماراتها: لدينا متسع للمناكفات والاتهامات واشاعة ثقافة الكراهية والعداء، والمزيد من الترهل لأجهزة الدولة، واوسع منه المساحة المفتوحة لآلة العنف والارهاب والقتل والدمار وتسيد أساطينها أمراء الحروب بمختلف مستوياتهم، وفيهم رجال دولة مفترضون.
وحده العنف يزدهر وتنتعش ادواته وتتضاءل حظوظ الدولة والسلم الاجتماعي، وتضيق خيارات الخلاص ..
بصدق لم نعد نفكر بمستقبلنا نحن، إذ ازهرت حظوظ المقابر من القتل الممنهج إلى حوادث السير، وسوء التغذية والمجاعة..
لكن نظرة واحدة إلى طفلك الصغير، طفلك او قريبك، أو ابن جار أو عزيز أو صديق، وشقاوة وضحكة بريئة تسيطر عليه غالباً، لكنها وبقدر ما تحفظ لك فسحة أمل، تكفي لأن تشعر بكل غيظ الدنيا يتفاعل في داخلك وانت تتساءل:
أي وضع مستقبل سنورثه لهؤلاء الأبرياء، والبلد والدولة في حالة إهلاك؟؟!!
 — 

ليست هناك تعليقات: